Friday, September 25, 2015

عن الضغوط النفسية وكيفية التعامل معها (1)

(أنا معدتش قادر أتحمل، الأعباء بقت أكبر من قدرتى، أنا بفقد السيطرة على حياتى، أنا محتاج المساعده)
(أنا مرهق باستمرار وعلى طول مصدع وجسمى بيوجعنى من غير سبب)
(أنا بقيت أتعصب على أتفه الأسباب، أنا مزاجى وحش من غير سبب)
كتير منا ممكن يكون بيشتكى الشكاوى دى، أو ع الأقل حس كده في فترة في حياته، وسواء الشكوى كانت جوانا أو عبرنا عنها فاحنا يهمنا نعرف سبب ده عشان نقدر نوصل للحل..
السبب ورا كل ده واللى ممكن مانكونش واعيين بمدى قوته وتأثيره علينا هوا الضغط العصبى، كلنا بلا استثناء بنتعرض للضغط العصبى فى حياتنا اليوميه لكن مدى تأثيره علينا بيختلف من شخص للتانى وهنعرف ليه، تركيزنا هيكون على المرأة العامله باعتبارها الاكثر تعرضا للضغط والأقل تدربا على مواجهته.

مبدأيا إيه هو الضغط العصبى أصلا؟
الضغط العصبى ببساطه هوا استجابة جسمنا اللى بتساعدنا على مواجهة المواقف الصعبه، مثال على ده، لما نواجه موقف فيه تهديد مثلا جسمنا بيعمل حاجة اسمها
(Fight Flight Respons)
فبيعلى من مستوى هرمونات معينه زى الأدرينالين والكورتيزول بتساعدنا على مواجهة التهديد ده، وبتخلى جسمنا يشتغل بكامل قوته ، يعنى الاستجابة دى فى الأصل وسيلة تكيف، ووسيلة بقاء! لكن استمرار التعرض للضغوط اليومية وعدم التعامل معاها بطريقة سليمه بيخلى الهرمونات دى مرتفعه على طول وبينهك جسمنا ، فبدل ما آدائنا يزيد بيقل ونلاقى نفسنا مع الوقت بنفقد من صحتنا الجسمية والنفسيه ومن قدرتنا على العطاء والاستمتاع بالحياه.

طيب إيه هيا مصادر الضغط اللى بنتعرضلها في حياتنا اليومية دى؟
(ٍس) امرأة عاملة متزوجه وعندها طفلين، بتصحى الصبح من غير قسط كافى من النوم، تلبس وتحضر الفطار ليها ولأسرتها، وتنزل  بسرعة عشان تلحق معاد شغلها، بتسأل نفسها ،يا ترى هلاقى مواصلات بسهولة ولا لأ؟ والتحرش بقى والفيلم بتاع كل يوم! يا رب توب علينا من البلد دى! (س) بتلاقى مواصلات بس زحمة الطريق بتزود قلقها أكتر، صوت العربيات مزعج ليها، أنا إيه اللى خلانى أشتغل أصلا؟؟ مالها قعدة البيت؟ طب والفلوس؟ فلوس الأولاد كل يوم بتكتر ، يا ترى لما يكبرو شوية الوضع هيكون عامل ازاى؟ أنا بظلمهم؟
(س) بتوصل شغلها متأخر نص ساعه بسبب الزحمة، يا ترى هلحق أمضى في الشغل؟ يا ترى هسمع كلمتين من المدير؟ اكيد لأنه مستقصدنى انا بالذات، كان مالها قعدة البيت؟ (س) بتحس بالارهاق من أول اليوم، ده لسه اليوم طويل، يا ترى لما أرجع هيبقى فيا طاقة أحضر غدا؟ أطلب دليفرى؟ لا دليفرى لا، احنا لسه في أول الشهر والمرتب كده هيطير، أنا ازاى نسيت معاد فرح صاحبتى باليل؟ أنا معدتش مركزة خالص! وكمان هروح الفرح ازاى وأنا شكلى متغير أوى كده؟
أنا تعبت !!
المثال الى فات ده بيبين لنا إن اليوم العادى لينا مليان بالمواقف اللى ممكن تشكل مصادر ضغط واللى ممكن منكونش حاسين بيها ، صعوبة المواصلات، زحمة الطرق، ضوضاء الشارع، متطلبات العمل، متطلبات الدراسة ، متطلبات المنزل، متطلبات شريك الحياة، مشكلات مع شريك الحياه (الاهمال - البخل - التسلط- عدم التفهم_ الخيانة) ضغوط المجتمع أو الأسرة، العلاقات الاجتماعية وخاصة غير الصحية ونضيف على ده للمرأة العاملة مشاكل التمييز في مكان العمل، عدم التقدير في العمل أو المنزل أو المجتمع، التحرش الجنسى في الشارع أو العمل وعدم الاستقلال المادى
كمان واضح من المثال إن مصادر الضغط مش لازم تكون خارجيه، ممكن تكون أفكار داخلية سلبية جوانا، الأفكار دى مصادر ضغط قوية جدا ، دا غير إن مدى تأثير العوامل الخارجية علينا بيعتمد على طريقة تقييمنا احنا للمواقف وتصورتنا عن ذاتنا وعن قدراتنا وعن الاخرين احنا اللى بنحدد هل الموقف يستحق استجابة من جسمنا ولا لأ ،وهوا ده حجر الأساس في مواجهة الضغوط اللى هنتكلم عنه بعد كده.

إيه هيا اثار الضغط المزمن عليا؟ ازاى اعرف انى بعانى من اثار الضغط العصبى؟
الضغط العصبى بياخد من صحتنا الجسمية والنفسية، الضغط بيطفينا، جسمانيا ممكن نعانى من:اضطرابات النوم ،عدم القدرة على التركيز، الصداع، والام الظهر والرقبة، ضعف الذاكرة، تساقط الشعر وجفاف الجلد، زيادة الوزن، ارتفاع ضغط الدم، ضعف المناعه فيكون الجسم اكثر عرضة للاصابة بالامراض، أما نفسيا ممكن نعانى من:أمراض القلق والاكتئاب ، تقلب المزاج والعصبية، الاضطرابات النفسية
بعد الكلام ده المفروض انى اكون قادر أحدد مصادر الضغط فى حياتى واثاره عليا
في المقال الجاى بإذن الله هنعرف ازاى نواجه ضغوطنا بطريقة فعالة تحافظ على جسمنا وتحققلنا التوازن النفسى..
 

عن الضغوط النفسية وكيفية التعامل معها (2)


المرة اللى فاتت كان هدفنا إننا نقدر نحدد بدقة مصادر الضغوط فى حياتنا اليوميه ، وإيه اللى بيعمله التعرض للضغوط فى جسمنا
الوعى دا فى حد ذاته الخطوة الأولى فى التعامل مع أى مشكله
طب ليه بعض اللى حواليا بيتعرضو لنفس الضغوط اللى بتعرضلها ويمكن أكتر ومع كده أنا اللى بتأثر وبتعب؟ اشمعنى أنا اللى مكنتش بدخل الامتحان على اخر لحظه؟ اشمعنى أنا اللى بيقولو عليا واخد الدنيا على أعصابى؟
عشان فى عوامل بتخلينا أكثر عرضه للتأثر بالضغوط من غيرنا
تعالو كده نفتكر قصة (س)..
(س) كانت بتصحى من غير نوم كفايه، كانت من النوع اللى علطول مستعجل كأنه بيجرى فى سباق، معندوش فرصه انه ياخد نفسه ويعيد ترتيب حساباته  أو يفصل من الجرى، بتعيش معظم وقتها فى اللحظة اللى جايه، بتفكر هتلاقى مواصلات ولا لا وهيا لسه فى بيتها وبتفكر هل دخلها فى المستقبل هيكفى أولادها ولا لا،تفكير غير مقرون بتخطيط، وهل هلحق أمضى فى الشغل ولا لا ،وده تفكير مش هيغير من الواقع فى شئ، بتحمل هم التحرش اللى لسه محصلش أصلا، ،بتكره وجودها فى البلد ، بس للأسف هى متقدرش تغير حقيقة وجودها فى البلد فى اللحظة الحاليه، عقلها كده بيترجم ده إنه قدام مصدر تهديد  هوا عاجز ناحيته فبيحول وضع قائم لمصدر ضغط لا يتوقف.
 (س) لقت مواصلات ، بس الطريق اتعطل بسبب حادثة بسيطة (س) قلقها كل مادا بيزيد وعقلها بيدور على حد يلقى عليه المسئولية،
 فالنتيجة ان جواها بيشتم فى السواقين والمواصلات والشغل ،وبتكره إنها بتشتغل أصلا وبتتمنى لو كانت قاعدة فى البيت..
(س) عندها صراع داخلى غير محسوم بين واجباتها تجاه شغلها وواجباتها تجاه بيتها لأنها فى الحقيقة مش محدده أولوياتها بالظبط ومش حاطة فاصل محدد بين حقوقها وحقوق الأخرين عليها ودا ظاهر فى سؤالها (أنا بظلمهم)
(س) مش مخططه هتعمل ايه فى الغدا، مفيش خطة قصيرة المدى ودا مزود الضغوط عليها فى وقت هيا مش متحملة أصلا 
(ص) زميلتها فى الشغل بتتعامل مع نفس المدير على فكرة، بس الحقيقة (ص) عمرها ما فسرت تصرفاته على انه بيستقصدها، نفس الموقف كان بالنسبة ل (س) مصدر ضغط ومكانش ل (ص) مصدر ضغط ،الفرق هنا كان فى قراية كل واحده للموقف
(س) قرأت الموقف على ان المدير مستقصدها لأن عندها اعتقاد راسخ ان الاخر بيرفضها وبيضطهدها، الاعتقاد ده هيا ممكن متكونش واعية بيه أصلا، ممكن تكون اكتسبته من واقع تربيتها أو خبراتها، لكن (ص) قرأت الموقف ده على ان المدير حاسم فى شغله وانه لما بيكلمها بانفعال فمحتمل إنها تكون مقصره فى الشغل ،(ص) معتقدة ان الأخر بيتعامل معاها على حسب تصرفاتها هي..
(س) لما فكرت فى المواصلات والتحرش وصلت لنتيجة إن البلد كلها بقت سيئة ومينفعش تعيش فيها ،الموضوع هنا متعلق باستنتاج عقلى يميل للتعميم وده حول مشكلة صغيرة وممكن التعامل معاها لمشكلة أكبر وصعب جدا التعامل معاها والنتيجة استنزاف للجسم وبس  ،
العوامل اللى بتخلينا أثر عرضة للتأثر بالضغوط هى باختصار شديد..
  1. عوامل متعلقة بنمط حياتنا زى النوم غير الكافى - النظام الغذائى غير المتوازن- عدم التخطيط الجيد
  2.  السن : المراهقين أكثر تاثرا بالضغوط بسبب التغير في طبيعة المسئوليات عن مرحلة الطفولة وعدم استقرار صورة الذات
  3. الجنس :المرأة عموما أكثر عرضة للضغوط نتيجة حساسيتها أكتر لهرمونات الضغط ونتيجة مشكلة في تقييم قدراتها
  4. طبيعة الشخصية 
  5.  الدعم الاجتماعى
  6. الجانب المعرفى اللى بيأثر على قراءتنا للموقف زى ما قلنا في المثال اللى فات

الجانب المعرفى ده بيتكون من:

 1- معتقداتنا: ودى الأفكار الراسخه جوانا سواء بالتربية أو الخبره
الأفكار دى ممكن تكون عن نفسنا وقدراتنا ( زى إننا فاشلين أو ضعاف) أو عن الأخرين (زى ان الاخر بيخذلنا، الاخر بيرفضنا،) أو عن الحياة عموما ( الحياة غير عادلة، الحياة عادلة دايما، الحياة ملهاش قيمه....)
 
2- معتقداتنا دى هى اللى ببتشكل اتجاهاتنا:
مثال: لو اعتقادنا إننا فاشلين هيبقى اتجاهنا إننا بنتجنب التحديات أو بنخاف منها..
لو اعتقادنا إن كل حاجة في حياتنا لازم تمشى صح، هيبقى اتجاهنا اننا دايما بندور على المثالية الكاملة او نحاول نوصل لحجات فوق قدراتنا.
 
3-اتجاهاتنا بتشكل أفكارنا الخاصة بكل موقف (قراءتنا للموقف)
لو اتجاهنا اننا بنتجنب التحديات، لو قابلنا موقف فيه تحدى هنلاقى الفكرة اللى في ذهننا علطول (دا شيء صعب ، ومش هقدر أنجح فيه)
الأخطاء المعرفيه والمعتقدات اللى بتخلينا نتاثر أكتر بالضغط كتيرة جدااااا ، مفيش مساحة إننا نشرحها كلها دلوقتى
 
بعد المقال ده مفروض نكون قادرين نحط ايدنا على الحجات اللى بتضعفنا قدام الضغط، وبتخلى مواجهته أصعب، تمهيدا لإننا نتعلم ازاى نواجه ضغوطنا في المرة الجايه..